حصيلة عامل الإقليم التنموية بآسا الزاك.. صفرية أم معدومة؟
منذ تنصيب “خير” على رأس عمالة إقليم آسا الزاك، بتاريخ 27 غشت 2018، استبشرت ساكنة الإقليم خيرا بهذا التنصيب، لاسيما وأن الرجل استهل مأموريته بلقاءات تشاورية مع جل المجالس المنتخبة بالإقليم ومع هيئات أخرى، بغية تشخيص الواقع والبحث عن حلول لها.
لكن، ومع كامل الأسف، لم تدم فرحة الساكنة إلا قليلا، إذ سرعان ما تَبين أن هذه المشاورات لا أثر لها على الواقع والميدان، وأنها مجرد سراب وكلام في الهواء، أو فضفضة ودردشة واتسابية لكسر الملل وقتل الوقت!!!
ومردُّ هذا القول، أن العامل أعاد الكرة من جديد، وشرع في مسلسل اللقاءات التشاورية، وكأن الأخيرة أصبحت هدفا وغاية في حد ذاتها، في حين، أنها وسيلة لغاية أكبر، مما يبرز أن المرام منها هو البوز والشوو الإعلامي.
والأنكى من كل هذا، أن الواقع يزداد قتامة مع كل سنة، دون أدنى تحرك عملي من عامل الإقليم، ولاسيما في ظل ارتفاع البطالة والعطالة وانعدام فرص الشغل للشباب، وتراجع الخدمات، مما حوَّل الإقليم إلى بيئة طاردة وغير صالحة للاستقرار وتنمية الذات وتوفر شروط العيش الكريم واللائق.
ولو أن عامل الإقليم صادق في مسعاه التنموي، الذي هو بكل دقة مجرد شعار شفوي، لما أغلق الأبواب عن الساكنة وفعاليات المجتمع المدني، ولما كان غيابه عن الإقليم أكثر من حضوره به، ولما كانت المشاريع القائمة أو التي في طور الإنجاز هي من مخلفات مرحلة ما قبل قدومة للمنطقة… الخ.
إن الدافع لكتابة هذه الأسطر، هو الحرقة التي نشعر بها والألم الذي يعتصرنا جراء واقع هذه المنطقة التي يصح أن نصفها بالمنكوبة، والتي تعيش تحت حرارة الجو وانحسار التنمية والكساد التجاري وعطالة الكفاءات وهدر الموارد وتغييب الطاقات وهضم فج للحقوق.
والأكيد، أن هذا الحال الموصوف بما سبق، ليستدعي أن نُحمل كلَّ مسؤول مسؤوليته، ومما لا شك فيه، أن الثقل الأكبر والجانب الأعظم من مسؤولية هذه الحالة، يقع على عامل الإقليم، ذو الحصيلة التنموية الصفرية، والحقيقة أنها تنمية موؤودة، في انتظار من يوقف النزيق وهذا الهدر والقتل القائم، ويعطي للمنطقة أملا في الحياة وحقها في الوجود بما يليق بها، وبتاريخها الكبير والمشرف.