كتاب واراء

بوعيدة يكتب: خطاب الملك دعوة لاصلاح النخب وقطع الطريق على التربح بملف الصحراء

الخطاب الملكي وضعنا أمام مسؤولية وطنية للدفاع عن الملف لا للتربح به، وفي تركيز جلالة الملك على الاختصاص والكفاءة إشارة للقطع مع الماضي.

والقطع لا يعني القطيعة!! هو فقط حسن إختيار للنخب القادرة على الترافع والدفاع دون مزايدة، وهذا لن يتحقق مادامت نفس النخب تحتكر كل شي وتقدم نفسها كل مرة وكأنها تملك مفاتيح الحل والعقد..

في الصحراء نخب صامتة ليس لأنها غير معنية أو مهتمة، بل لأنها بكل صراحه مهمشة مركونة على الرف تراقب مشهداً اغتنت منه فئة قليلة سيطرت على مقدرات المنطقة سياسيا اقتصاديا وخلقت نخبة أخرى تدور في فلكها..

ملف الصحراء الآن يحتاج لشرايين جديدة تقرأ النزاع بعيون أخرى، ترى فقط مصلحة الوطن لا مصالح أخرى.. نخب مؤمنة بالمغرب بكل أعطابه وإخفاقاته بمميزاته أيضاً التي لايعرفها إلا من أحب المغرب كما هو دون أن يعتبره مجرد آلة حاسبة او صالة للترنزيت..

مطلوب منا الآن أن نعترف بأن هناك أخطاء وبأن الخطاب جاء للقطع معها، وبأن نفس المقاربة التي كانت لم تعد مجدية في التعاطي مع الملف الذي أراد له “دي ميستورا” أن يقسم المنطقة هي إشارة علينا التقاطها وهي مرفوضة ولنا كل الحجج لضحدها ليس بالاستنكار الذي تعودنا عليه بل بالحقيقه التي يجب شرحها للمنتخب الدولي..

هناك أسئلة محرجة علينا الإجابة عنها تاريخياً وعلمياً هناك غموض في المشروع الذي ندافع عنه وعلينا إشراك النخب في الدفاع عبر تملك المعلومة..

دشن الخطاب الملكي الأخير حول الصحراء مرحلة مفصلية في التاريخ الحديث للقضية الوطنية ودون الرجوع للماضي لقراءة الأحداث والأخطاء التي حصلت في هذا الملف على امتداد سنوات طويلة ساحاول تجاوزها إيماناً منا وبحسن نية أن هذه المرحلة يجب طيها والاستفادة من الأخطاء التي تراكمت على مدار كل هذه السنوات وانتجت وضعا ونخبا عقدت المشكل وعاشت وعايشت مع ضرورة إطالة أمده..

ما أخشاه الآن أن تتكرر نفس الأخطاء وأن يفهم الخطاب الملكي بطريقة خاطئة ويعطى الضوء الأخضر لتفريخ الجمعيات والمراكز المتخصصة في الترافع عن القضية الوطنية، وبهذا سنعيد نفس المنهجية ونفس السيناريو الذي جعل من القضية الوطنية أصلاً تجارياً مربحاً وتأشيرة للسياحة عبر الدول دون مردود ولا استراتيجية..

الآن نحن في مرحلة مفصلية تقتضي منا أن نطبق الخطاب الملكي لا أن نستغله!!
وتطبيقه يعني ان نقطع مع ماضي أنتج كل هذه الأعطاب وهذه النخب التي تسيدت المشهد السياسي واحتكرت الوطنية وفرقت صكوكها ورفعت راية الانفصال في وجه كل منتقد او معارض لمسارها…

حان الوقت لنصارح أنفسنا لأن المرحلة تقتضي منا الجرأة في طرح الأسئلة المعلقة منذ زمن طويل…
ماذا قدمت كل هذه النخب التي راهنا عليها إلى الآن؟ أين آلاف الجمعيات والمراكز؟ أين العائدين وهل تم توظيفهم؟ أم ركنهم؟ هل تقبل النخب الموجود الآن دخول منافسين جدد؟

هناك اشكالات كثيرة يجب معالجتها وهناك احتكار وسيطرة يجب القطع معها، وهناك نخب مؤمنة بالمغرب يجب احتضانها واعطاءها الفرصة.. هي مشتتة يجب جمع شملها عبر فقط فتح المجال..

البوليساريو لأختم ليست أسطورة لنخشاها، هي جماعة لا تملك حق الحديث بإسم صحراويين يتواجد اغلبهم هنا، وفي النهاية عليها أن تحسم هي النقاش مع من خرجو من رحمها وأعلنوا جهارا أنها لاتمثلهم، وسنعود لاحقا للتوضيح…

عبد الرحيم بوعيدة
أستاذ جامعي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى